من وراء القبور

وانا شب كنت متاثر جدا بجبران وبشعراء المهجر وطبعا عندي امي متوفية من عمري خمس سنوات ولما ادري انها قد ماتت بعد ان اصبح عمري اربع عشر عاما وقتها وانا متاثر بالطريقة الجبرانية وهي كتابة الشعر على سطر واحد اهديت امي التي لم اتذكر منها غير ابتسامات قليلة وكانت اول قصيدة لي .............


حتى من وراء القبر ابعث برسائلي...بآهات ودموع...بللت ريشة قلمي بدمي ودمعتي... لكن هل الامواتي يكتبون؟؟؟يعبرون هل تراهم ينطقون...يلفظون..أو حتى يتأوهون؟؟ ليتك صرخه ألفظها فلا تعود ابدا إلى صدري وبذلك أكون أنهيت كل عمل مجنون أتصدق أن الاموات يعشقون...يغرمون...أو حتى يهيمون ؟ ثورة تأججت في عقلي وقلبي فإذا هي بريق وشعاع أمل يتوقد من العيون لا الاموات لا يشكون لا يطلبون أو يتمللون لاأطلب العودة ولا أطلب الحياة ولا أطلب كشف سرك المكنون بل هي لحظة أنظر إلى عينيك لأرى معنى النسيان والأمل والطوفان ........ لكن الاموات لايرون ولا يأملون أو يسامحون....من قبري أبعث برسائلي سواء وصلتك أم لا فالأموات حتى لا يموتون